يعد الماء من أهم الموارد في العالم ويتوزع بشكل مختلف في جميع أنحاء الكرة الأرضية وتساعد دورة الماء في الطبيعة على موازنة هذا الاختلاف ونقل الماء من مكان إلى آخر وفي هذا المقال سنتكلم عن مراحل دورة المياه في الطبيعة.
أهمية دورة المياه في الطبيعة:
تعرف دورة الماء في الطبيعة على أنها حركة الماء في الغلاف الجوي للأرض وتسمى أيضاً بالدورة الهيدرولوجية وهناك العديد من الأمور التي تساهم في عمل هذه الدورة بشكل صحيح مثل درجة الحرارة والرياح والضغط الجوي.
تعتبر دورة الماء في من أهم النشاطات الطبيعية التي تساهم في توزيع الماء بشكل صحيح في مختلف المناطق فكما هو معلوم لدى الجميع هناك كميات كبيرة من الماء في البحار والمحيطات بينما هناك كميات ضئيلة للغاية في الصحاري.
تساعد هذه الدورة في الوقاية من الجفاف عن طريق نقل الماء من المناطق التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء إلى المناطق التي لا تحتوي على الماء للحفاظ على الحياة في المناطق الجافة.(1)
مراحل دورة المياه في الطبيعة:
تمر دورة الماء في الطبيعة بعدة مراحل تبدأ بالتبخر، ثم التكاثف، ثم الهطول، ثم الجريان أو التسرب، لتعود مرة أخرى إلى مصادر الماء وتساهم هذه العملية في اختلاف توزيع الماء في الطبيعة ولكن تبقى كمية الماء ثابتة وتحدث مراحل دورة الماء في الطبيعة كالتالي:
مرحلة التبخر:
في هذه المرحلة تتحول المياه الموجودة على سطح الأرض من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية بفعل درجات الحرارة المرتفعة وحركة الرياح ثم تصعد إلى الغلاف الجوي ومن الجدير بالذكر أن البحار والمحيطات هي المصدر الأول للتبخر نظراً لمساحتها الشاسعة للغاية.
يحدث التبخر أيضاً من الجليد ولكن تعتبر الكميات التي تخرج من الجليد منخفضة لأن الجليد يحتاج إلى حرارة مرتفعة جداً لتحدث عملية التسامي وهي عملية يتم من خلالها تحويل الماء من حالته الصلبة ( الجليد والثلج ) إلى حالته الغازية دون المرور بالمرحلة السائلة.
من الممكن أيضاً أن يحدث التبخر من مصادر أخرى مثل التربة وأوراق الأشجار ولكن هذه العملية توفر قدراً ضئيلاً للغاية من بخار الماء نظراً لأن التربة تقوم بسحب الماء قبل أن تقوم الشمس بتحويله إلى بخار وكذلك الحال مع الأشجار.
مرحلة التكاثف:
بعد أن يتحول الماء الموجود على الأرض إلى بخار يرتفع في الغلاف الجوي بسبب انخفاض كثافته. ثم يتحول بعد ذلك إلى قطرات من الماء بسبب إنخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في الغلاف الجوي. وبعد ذلك يتحول بخار الماء إلى الحالة السائلة ثم يتجمع على أسطح ذرات الغبار والأتربة التي صعدت مع عملية التبخر.
تقوم قطرات الماء الصغيرة بالتجمع مع بعضها البعض لتكوّن قطرة ماء كبيرة وبعد ذلك تتحد قطرات الماء الكبيرة مع بعضها بفعل تيارات الرياح لتشكل غيوم وسحب.(2)
مرحلة الهطول:
بعد أن تصل الغيوم إلى حد الإشباع تبدأ الجاذبية في سحب قطرات الماء إلى الأرض بقوة أكبر. مما يعمل على هطول الأمطار وتختلف كمية هطول الأمطار اعتماداً على حجم القطرات ومدى الإشباع وسرعة الرياح.
إذا كانت درجة الحرارة منخفضة جداً في الغلاف الجوي أو كان ضغط الهواء منخفض للغاية. تتحول قطرات الماء الساقطة إلى بلورات قبل أن تصل إلى سطح الأرض. وتسمى هذه العملية بهطول الثلج أو البرد.
مرحلة الجريان أو التسرب:
عندما يهطل المطر على الصخور وقمم الجبال تبداً المياه في النزول من الأماكن المرتفعة إلى الأماكن المنخفضة. ثم تتجمع في مصادر الماء مثل البحيرات والأنهار وتسمى هذه العملية بعملية الجريان.
من الممكن أيضاً أن يهطل المطر على التربة والأشجار وفي هذه الحالة لا تحدث عملية الجريان. بل تحدث عملية التسرب وهي امتصاص التربة والأشجار للمياه الساقطة وتخزينها في باطن الأرض على شكل مياه جوفية.
عندما تزيد المياه الجوفية بشكل كبير فإنها تشكل الينابيع ويمكن العثور على الينابيع في الصخور ذات النفاذية العالية. مثل الصخور الهشة والصخور المسامية. ومن الجدير بالذكر أن 75% من مياه الأمطار تسقط أو تعود في النهاية إلى البحار والمحيطات.(3)
المراجع: