الأمل بالله هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا متمسكين بالحياة مهما كانت الظروف صعبة، ومهما عانينا وتعبنا، لذلك سنقدم لكم في هذا المقال أجمل شعر عن التفاؤل والأمل.
قصيدة: موهبة الأمل
قال محمود درويش(1):
كلما فكَّر بالأمل أنكه التعب والملل،
واخترع سرابًا وقال: بأيّ ميزانٍ أَزِنُ
سرابي؟ بحث في أدراجه عمَّن كأنه
قبل هذا السؤال، فلم يعثر على مُسَوَّداتٍ
كان فيها القلبُ سريعَ العطب والطيش
ولم يعثر على وثيقة تثبت أنه وقف
تحت المطر بلا سبب، وكلما فكَّر بالأمل
اتسعت المسافة بين جسد لم يعد
خفيفاً وقلب بالحكمة، ولم يكرِّر
السؤال : مَنْ أنا؟ من فرط ما هو
مُجَافٍ لرائحة الزنبق وموسيقى الجيران العالية.
فتح النافذة على ما تبقّى من أفق، فرأى
قطَّتين تمازحان جَرْوًا على الشارع الضيِّق،
وحمامةً تبني عشًا في مدخنة وقال:
ليس الأمل نقيض اليأس، ربما هو الإيمان،
فكرة، إنه موهبة، تناول قرصًا مضادًا
لارتفاع ضغط الدم، ونسي سؤال الأمل
وأَحسَّ بفرج ما غامض المصدر.
قصيدة: لا يذهبنّ بك الأمل
قال أبو العتاهية:
لايَذهَبَنَّ بِكَ الأَمَل
حَتّى تُقَصِّرَ في العَمَل
إِنّي أَرى لَكَ أَن تَكو
نَ مِنَ الفَناءِ عَلى وَجَل
فَقَدِ استَبانَ الحَقُّ وَاِتَّضَ
حَ السَبيلُ لِمَن عَقَل
ما لي أَراكَ بِغَيرِ نَفسِ
كَ لا أَبالَكَ تَشتَغِل
خُذ لِلوَفاةِ مِنَ الحَيا
ةِ بِحَظِّها قَبلَ الأَجَل
وَاِعلَم بِأَنَّ المَوتَ لَي
سَ بِغافِلٍ عَمَّن غَفَل
ما إِن رَأَيتُ الوالِدا
تِ يَلِدنَ إِلّا لِلثَكَل
فَكَأَنَّ يَومَكَ قَد أَتى
يَسعى إِلَيكَ عَلى عَجَل
وَكَأَنَنَني بِالمَوتِ أَغفَ
لَ ما تَرى بِكَ قَد نَزَل
أَينَ المَرازِبَةُ الجَحا
جِحَةُ البَطارِقَةُ الأُوَلُ
وَذَو التَفاضُلِ في المَجا
لِسِ وَالتَرَفُّلِ في الحُلَل
وَذَو المَنابِرِ وَالأَسِرَّ
ةِ وَالمَحاضِرِ وَالخَوَلِ
وَذَو المَشاهِدِ في الوَغى
وَذَو المَكايِدِ وَالحِيَل
سَفَلَت بِهِم لُجَجُ المَنيَّ
ةِ كُلُّهُم فيمَن سَفَل
لَم يَبقَ مِنهُم بَعدَهُم
إِلّا حَديثٌ أَو مَثَل
قُم فَاِبكِ نَفسَكَ وَاِرثِها
ما دُمتَ وَيحَكَ في مَهَل
لا تَحمِلَنَّ عَلى الزَما
نِ فَما عَلَيهِ مُحتَمَل
عِلَلُ الزَمانِ كَثيرَةٌ
فَتَوَقَّ مِن تِلكَ العِلَل
فَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي
هُوَ لا يَزالُ وَلَم يَزَل
وَإِنِ اِتَّقَيتَ فَإِنَّ تَق
وى اللَهِ مِن خَيرِ النَفَل
وَإِذا اِتَّقى اللَهَ الفَتى
فيما يُريدُ فَقَد كَمَل.
قصيدة: تفاؤل
قال أحمد مطر:
دق بابي كائن يحمل أغلال العبيد،
بشع،
في فمه عدوى،
وفي كفه نعيٌ،
وبعينيه وعيد.
رأسه ما بين رجليه،
ورجلاه دماء،
وذراعاه صديد.
قال: عندي لك بشرى
قلت: خيرًا؟
قال: سجّل
حزنك الماضي سيغدو محض ذكرى،
سوف يستبدل بالقهر الشديد.
إن تكن تسكن بالأجر،
فلن تدفع بعد اليوم أجرًا،
سوف يعطونك بيتًا،
فيه قضبان حديد.
لم يعد محتملا قتلك غدرًا،
إنه أمر أكيد.
قوة الإيمان فيكم ستزيد،
سوف تنجون من النار،
فلا يدخل في النار شهيد.
ابتهج،
حشر مع الخرفان عيد.
قلت ما هذا الكلام؟
إن أعوام الأسى ولت، وهذا خير عام،
إنه عام السلام،
عفط الكائن في لحيته،
قال: بليد.
قلت: من أنت؟
وماذا يا ترى مني تريد؟
قال: لا شيء بتاتًا
إنني العام الجديد.
قصيدة: إشراقة أمل
قال عبد الرحمن العشماوي:
ستار ظلام الليل سوف يجاب
وتسقى بأضواء الصباح رحابُ
وسوف يبين الفجر ما كان خافيًا
ويفتح من بعد التغلق بابُ
وتشدو عصافير المنى بعد صمتها
ويخلع ثوب الشؤم عنه غرابُ
وتخلص من معنى التشاؤم بومةً
لها لغة من حبها وخطابُ
وما الشؤم إلا في نفوسٍ مريضةٍ
عليها من اليأس الثقيل حجابُ
أقول لمن زلَّ الطريق بخطوهِ
ومَنْ عَزْمُهُ عندَ الخطوبِ يُذابُ
سيمنحنا وجهُ الهلال استدارةٌ
ويفتحُ بابًا في الظلامِ شِهابُ
ستورِقُ أشجار الوفاء وترتمي
قشورٌ، ويبقى للصَّبورِ لُبابُ
ستخصبُ أرضُ الحب منْ بعدِ جدْبها
ويُسْعفها بعدَ الجفافِ سحابٌ
سنرقى ونرقى ثم نرقى لأنَّنا
تُحَكَّمُ فينا سنَّةٌ وكتابُ
لنا الكعبة الغراء والمسجد الذي
بناه الرسولُ المُجْتَبى وصِحابُ
لنا المسجد الأقصى وصخرته التي
تحومُ قرودٌ حولها وذئابُ
ثلاثةُ أقطابٍ تكامل حُسنُها
وعزَّ بها في العالمين جنابُ
وألَّفها وحيُ السَّماء على الهدى
فطابتْ لأصحاب اليقين وطابوا
إذا سُئل التاريخُ عن سرَّ مجدهِ
فمنَّا وفينا للسؤال جوابُ
وما الليلُ إلا رائدُ الفجرِ بعدَه
تُغرْدُ شمسٌ يستبينُ صوابُ.
قصيدة: أيها الآمل ما ليس له
قال أبو الأسود الدؤلي(2):
أَيُها الآملُ ما لَيسَ لَهُ
رُبَّما غَرَّ سَفيهاً أَمَلُه
رُبَّ مَن باتَ يمنّي نَفسَهُ
حالَ مِن دونِ مُناهُ أَجَلُه
وَالفَتى المُحتال فيما نابَهُ
رُبَما ضاقَت عَلَيهِ حِيَلُه
قُل لِمَن مَثَّلَ في أَشعارِهِ
يَهلك المَرءُ وَيَبقى مَثَلُه
نافِسِ المُحسِنَ في إِحسانِهِ
فَسَيَكفيكَ سَناءً عَمَلُه.
قصيدة: أسرج القلب بالتفاؤل تسعد
قال وائل جحا(3):
أسرِجِ القلبَ بالتفاؤلِ تسعدْ
أحسنِ الظَّنَّ بالذي سوَّاكا
واصرفِ اليأسَ عن حياتِكَ تغنمْ
ولتنرْ بالتُّقى دروبَ دُنَاكا
خابَ عبدٌ يضيِّعُ العمرَ لهوًا
فاجتنب ما استطعتَ لهوكَ ذاكا
تب وعد للرَّحيم تلقَ سرورًا
أرضِ مولاك كي تنالَ رضاكا
قل إلهي رجوتُكَ اصفح فإنِّي
أنهكتني الذُّنوبُ لستُ ملاكا
جد بعفوٍ أنر طريقَ فؤادي
إنَّما القلبُ يهتدي بهداكا.
قصيدة: التفاؤل حياة
قال محمد الشيعاني:
ما زلتُ أنتظر الصباح بلهفة
وأظل أصنع من همومي فألا
يا قلبُ هذا الفجر شعشع نوره
فتعالا نذكر ما نحب تعالا
قل لي بأني لن أبوء بخيبة
مهما تأخر ليلنا أو طالا
إني برغم تألمي ومواجعي
ما زلتُ أرقب في المدى آمالا.
قصيدة: عش بالتفاؤل
قال صبري حواس:
عش بالتفاؤل إن الخير منبعه
ظن جميل وأحلام تناجيها
واملأ فؤادك بالآمال إن لها
سحرًا يسير إلى الآلام يشفيها
يا صاحب اليأس كم لله من فرج
أرخى بلطف على الحاجات يقضيها
شواطئ الحزن لا تنجو سفائنها
وأسهم الهم لا ترجى مراميها.
قصيدة: تفاؤل وبشرى
قال محمد الشيعاني:
لم يجعل الله دنيانا بلا كدر
ولا رازيا ففيم اليأس والألم
فافرح فكل بلاء بعده فرج
كذاك كل وجد أصله عدم.
قصيدة: نشيد التفاؤل
قالت صباح الحكيم:
ستشرق شمسُ الضحى زاهرة
وتمحو دروب الأسى العاثرة
ونغسل بالضوء جرح الزمان
فتصبح أحلامنا ناضرة
ففي الشام أغنية للهوى
ستصهل فوق المدى عاطرة
ستجري الفراتُ على الضفتين
بأنهار حبٍ لنا ماطرة
بكل البقاع سيشدو النخيلُ
وكل القلوب له ناظرة
نواثب بالعلم درب الصعاب
ونقهر أيدي الخنا الفاجرة
تموج بصنعاء روح السلام
فتزهر خيراتها الساحرة
وبغداد من نزفها تستريح
وتندحرُ الطعنة الخاسرة
وتهزم كل النفوس البذيئة
تطرد كل القوة الداعرة
ويستيقظ الفجر بعد الدجى
وقدسٌ ستنبضُ في القاهرة
نصلي بأرض الحجاز سويا
وتجمعنا الكعبة الطاهرة
نعطر بالذكر أفواهنا
لتصبح أرواحنا عاطرة.
اقرأ أيضًا:
المراجع:
(1) الديوان، موهبة الأمل، تم الاطلاع عليه بتاريخ 24/12/2021.
(2) عالم الأدب، أيها الآمل ما ليس له، تم الاطلاع عليه بتاريخ 24/12/2021.
(3) بوابة الشعراء، أسرج القلب بالتفاؤل تسعد، تم الاطلاع عليه بتاريخ 24/12/2021.