علامات الفعل والحرف عند ابن مالك

علامات الفعل والحرف عند ابن مالك

للكلمة أقسام في اللغة: اسم وفعل وحرف، ولكل منهم علامات تميزه عن غيره. فللاسم علامات وكذلك للفعل، أما الحرف فلا علامات تميزه سوى أنه ليس باسم ولا فعل. وفي هذا المقال سنعرض لكم علامات الفعل والحرف عند ابن مالك.

علامات الفعل والحرف

قد يختلف النحويون الكبار في علامات الفعل والحرف، أمثال ابن مالك في ألفيته، وابن هشام الأنصاري في قطر الندى وبل الصدى، وابن آجروم في آجروميته. وذلك بسبب نظرتهم النحوية وسعة ثقافة كل منهم، لكننا اكتفينا  بعرض علامات الفعل والحرف كما وردت في ألفية ابن مالك.

علامات الفعل عند ابن مالك

يقول ابن مالك في ألفيّته عن الفعل(1):

بتا فعلتَ وأتَتْ، ويا افعلي           ونون أقبِلَنَّ – فعلٌ ينجلي

بالرجوع إلى البيت السابق يتبين عندنا أنّ علامات الفعل عند ابن مالك أربع، وهي:

  • تاء الفاعل

وهي التاء التي ذكرها أول البيت، وتأتي على ثلاث أنواع:

  1.  المضمومة للمتكلم، نحو: ذهبتُ إلى السوق، فالتاء الموجودة في الفعل ذهبتُ هي تاء المخاطبة. وقد دلت على أن كلمة (ذهب) فعل وليست اسم.
  2.  المفتوحة للمخاطب، نحو: هل تعلّمتَ يا زيد؟، وقد دلت أيضًا على أنّ الكلمة تعلم فعل وليست اسم.
  3.  المكسورة للمخاطَبَة، نحو: هل تعلّمتِ يا هند؟.
  • تاء التأنيث الساكنة

في الحقيقة ، إن هناك أكثر من تاء تأتي مع المؤنث، فمنها ما يأتي مع الحرف، ومنها ما يأتي مع الاسم، ومنها ما يأتي مع الفعل. ونتيجة لذلك، فقد ضمّ ابن مالك التاء الساكنة مع الفعل وهي التي قصد بها حين قال: وأتَتْ.

أما التاء التي تأتي مع الاسم تكون لاحقة له تميز المؤنث عن المذكر، كمسلم ومسلمة، وقارئ وقارءة. وأما التي تأتي مع الحرف فهي لاحقة له أيضًا، نحو: لا ولات، ورُبَّ ورُبَّتْ.

  • ياء الفاعِلَة

وتكون للمخاطَبَة المؤنثة. ونتيجة لذلك، فهي تلحق فعل المضارع وفعل الأمر ولا تلحق فعل الماضي، حيث إنّه لا يمكن أن يأتي الماضي مع المخاطب.

إنّ ياء الضمير ليست مختصة بالفعل وحده وإنما تدخل على الأسماء والحروف أيضًا، فنقول: أكرمني، وغلامي، وإنّي. لذلك، فقد خصّ ابن مالك هذه الياء بالمخاطبة المؤنثة ولم يجعلها ياء الضمير على وجه التعميم.

ففي أكرمني دخلت الياء على الفعل، أما في غلامي وإني فقد دخلت على الاسم والحرف.

  • نون التوكيد

وتشمل نون التوكيد الثقيلة منها والخفيفة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدخل نون التوكيد على اسم أو حرف، وإنما هي مختصة بالفعل كغيرها من العلامات.

فمن الأمثلة على نون التوكيد الخفيفة قوله تعالى: {لنسفعًا بالناصية.}.

ويجدر بنا الإشارة إلى أن التنوين الذي اتصل بالفعل نسفع ليس تنوينًا وإنما هو نون لكنها كتبت تنوينًا لغايات بلاغية في القرآن الكريم.

أما قوله تعالى: { لنخرجنّك يا شعيب} فالنون في الفعل لنخرجنك نون التوكيد الثقيلة.

 

علامات الحرف عند ابن مالك

يقول ابن مالك في ألفيّته عن الحرف:

سواهما الحرف كهل وفي ولم       فعل مضارع يلي لم كيشم.

وقد ذكرنا في بداية المقال أن الحرف لا علامات له سوى أنه ليس باسم ولا فعل، ولكن ما معنى هذا الكلام؟

معناه أننا إذا أخذنا كلمة ولم ينطبق عليها شروط الأسماء أو الأفعال فبالتأكيد هي حرف.

مثال: كلمة (يدرس) هل هي حرف؟ الجواب لا، لأن يدرس ينطبق عليها شروط الأفعال فتقبل التاء الساكنة والمتحركة وتقبل نون التوكيد ويا المخاطبة.

كلمة (لم) هل هي حرف؟ الجواب نعم، لأن لم لا تقبل أي شرط من شروط الأفعال أو الأسماء.

ملاحظة: إذا أردتَ معرفة علامات الاسم يمكنك الرجوع للمقال التالي: علامات الاسم عند ابن مالك.


المراجع:

1.المكتبة الشاملة الحديثة، كتاب شرح ألفية ابن مالك للعثيمين، علامات الفعل، الجزء الأول، صفحة 9، تم الاطلاع عليه بتاريخ 5/7/2021.

2.المكتبة الشاملة الحديثة، كتاب شرح ألفية ابن مالك للعثيمين، علامات الحرف، الجزء الأول، صفحة 10، تم الاطلاع عليه بتاريخ 5/7/2021.

لطفا شارك مع اصدقائك

قد يعجبك ايضا