موضوع تعبير عن الصديق

موضوع تعبير عن الصديق

إن الصداقة شيء عظيم في حياتنا، ويسعى كل شخص منا لتكوين صداقات مع الآخرين؛ لأن الصداقة لها رونق خاص متميز. ونقدم لكم في هذا المقال موضوع تعبير عن الصديق.

موضوع تعبير عن الصديق

قال الشاعر عبد الغني النابلسي عن الصديق(1):

يا صاحبي في الرخا وفي الضيقِ

دم حافظًا لي على المواثيقِ

هذي يدي قد مددتها لك خذ

عهدي سريعًا بغير تعويق

وجودُ مثلي وُجودُ تقدير

وليس هذا وجود تحقيق.

في كل مرة أنظر فيها إلى وجه صديقي أجدني فيه، وأشعر أننا روح واحدة في جسدين مختلفين، فهو الذي يخفف عني عبء وثقل الشعور حين تمر بي صروف الدهر. وصديقي ليس كمثل أي صديق، فهو الملجأ الدائم لي الذي أعلم جيدا أنه لن يتركني أبدًا.

ثم إنني في كل يوم وفي كل لحظة أتأكد أنني عرفتُ كيف أختار صديقي. وإنني إن تمنيتُ شيئًا في الحياة سأتمنى وجوده ودوامه معي للأبد، فهو الذي يجمل حياتي ويجعل المر حُلوًا.

لك كل قلبي يا صديقي

أما عن حبي لصديقي فقد فاق كل تعبير، وفاق كل منزلة نزل بها شخص في قلبي يومًا ما، فلصديقي الوفي كل قلبي وكل روحي، فأنا أحبه حبًّا لا مثيل له ولا شبيه. وإذا كان عندي قلبان لم أعش بواحد وأفرد قلبا لحب صديقي كما قال مجنون ليلى في حبها، وإنما سأجعل القلبين له والروح والعمر. فالصديق يحتل في قلبي منزلة أعظم بكثير من الحبيب؛ لأن الصديق مزيج من الحب والأخوة والصداقة التي لا نجدها في غيره.

ولنا في هدي محمد أسوة حسنة، فقد أمسك النبي-صلى الله عليه وسلم- يومًا بيد معاذ رضي الله عنه وقال له: “يا معاذ والله إني لأحبك”(2)، ولم يكن معاذ ذو قرابة من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كان بمثابة صديق له يحبه ويوده.

وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحب بثلاث مؤكدات حتى لا يقع في قلب معاذ شكًا فيه. وإن كان معاذ رضي الله عليه يصدق الرسول في كل شيء ولا يكذبه.

لماذا هو؟

لماذا أحب صديقي كل هذا الحب وأميزه عن كل الناس؟ ولماذا أعتبره صديقي المقرب؟ ولماذا لا أحد يحتل مكانة في قلبي مثله؟

في الحقيقة أنا أحبك يا صديقي أكثر من أي شخص، لأنه حين أفلت الجميع يدي وظننتُ أنني بلا أحد وجدتُ قلبا ينتشلني ويضمني إلى دواخله. وحين جالت بخاطري أفكارًا اعتبرها الجميع تافهة وقفت أنت تستمع لي بكل ما أوتيت من قوة دون أن تقلل منها. وحين رأيتني أنحرف عن الطريق أرشدتني لطريق الخير وربتَّ على قلبي وقلتَ لي اثبت.

فكيف لا أقدمك على العالم أجمع؟ وكيف لا أفردك بحب خالص من قلبي؟

وفي الختام،

أرجو أن تكون دائمًا بخير يا صديقي، وأن تحاول تلمُّس طرق الخير وتتبعها. وتبتعد عن طرق الشر فإنه لا منفعة فيها لك ترجى، ولا أجر لك فيها تعطى.

واعلم أنني موجود دائمًا لأجلك، وأنك متى احتجتني وجدتني أدق بابك راجيًا السماح لي بمداواة قلبك. وأن الدنيا وإن لم تدم ففي الآخرة لنا لقاء، فإن صداقتنا أقوى وأعمق من أن تنتهي عند دنيا زائلة.

حفظك الله وحفظ لك من تحب ولا أراك فيهم مكروها يا عزيزي.


اقرأ أيضًاموضوع تعبير عن طموحي في المستقبل.


المراجع:

(1) بوابة الشعراء، يا صاحبي في الرخا وفي الضيق، تم الاطلاع عليه بتاريخ 4/1/2022.

(2) الدرر السنية، حديث نبوي شريف: “يا معاذ والله إني لأحبك”، تم الاطلاع عليه بتاريخ 4/1/2022.

لطفا شارك مع اصدقائك

قد يعجبك ايضا