قصص مؤلمة من عالم المخدرات

قصص مؤلمة من عالم المخدرات

تعتبر المخدرات أحد أهم أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم. فهي مسؤولة عن 20% من إجمالي الوفيات التي تحدث كل عام. حيث يموت ما يقرب من 11.8 مليون شخص كل عام بسبب تعاطي جرعة زائدة من المواد المخدرة. بينما يصاب الملايين بأمراض مزمنة وخطيرة، وتحدث الكثير من جرائم القتل والاعتداء بسبب تعاطي المخدرات. هذا عدا عن الإنفاق الهائل على المواد المخدرة والتي تتسبب للمدمن ومن حوله في أزمات اقتصادية. مما يدفعه لارتكاب المزيد من الجرائم مثل السرقة والنهب والقتل. ولذلك سنقدم لكم في هذا المقال بعض القصص المؤلمة من عالم المخدرات.

قصص مؤلمة من عالم المخدرات

هناك الملايين من القصص المؤلمة من عالم المخدرات، والتي قام المدمنون بقصها على من حولهم بعد أن تخلصوا من ذلك الإدمان القبيح، والكثير من القصص الأخرى التي لم يستطع المدمن قصها بنفسه على من حوله لأنه لم ينجو من مستنقع الإدمان، فقام أحد والديه أو أقاربه بقصها على الأشخاص لتكون عبرة وعظة لهم، وفيما يلي بعض القصص المؤلمة من عالم المخدرات:

قصة متعافي من المخدرات

يقول أحدهم، بدأ إدماني للمواد المخدرة عندما كنت في السادسة عشر من عمري، كان والداي قد تطلقا منذ فترة قصيرة، وأصبحت حياتي قاسية، لاسيما أن أحد من عائلتنا لم يساعدنا أو يعتني بنا، ذهب أبي في ذلك اليوم ولم يعد، فاضطرت أمي للعمل لتوفير احتياجات الأسرة المادية، كانت تعمل لفترة طويلة لتوفر حاجاتي وحاجات إخوتي، وعندما تعود من العمل كانت تحضّر الطعام ثم تذهب إلى الفراش لتنام، ثم تستيقظ في اليوم التالي لتعيد نفس الأمور التي فعلتها بالأمس، عمل ونوم هذه كانت حياتها.

مع انعدام المراقبة الأبوية لي بدأت في التهرب من المدرسة ثم صاحبت بعض الأشخاص السيئين، فعرض علي أحدهم أن أتعاطى المخدرات، فرفضت ذلك على الفور، ولكن تلك الفكرة لم تبتعد عن رأسي، وعندما عرض علي الأمر مرة أخرى، قبلت وقلت في نفسي مرة واحدة لن تضر، هذا ما كنت أعتقده، ومن هنا بدأت رحلتي في ذلك المستنقع القبيح.

والآن بعد مرور أحد عشر عاماً على إدماني قررت أن أتعافى، لأن حياتي أصبحت بلا معنى وكان الأمر يسوء كل يوم أكثر، التحقت بأحد مراكز التعافي ومكثت فيه ستة أشهر لا أرى أحداً، لقد كانت أشهراً صعبة ولكنني أحمد الله كل يوم على أنني تعافيت.(1)

قصة رجل مات بجرعة زائدة

تقول أم هذا الشاب، بدأ ابني في تعاطي المخدرات عندما كان في الجامعة، كانت الهموم تتراكم عيله بسبب الدراسة فقرر ذات يوم أن يرفه عن نفسه ويتعاطى بعض المخدرات لينسى همومه، ولكن للأسف لم تكن هذه هي آخر مرة يتعاطى فيها المخدرات، وبعد أن اكتشفت إدارة الجامعة إدمانه على المخدرات قامت بطرده.

بعد أن طرد من الجامعة ذهب ليعمل في أحد المتاجر ليوفر المال اللازم لشراء المخدرات، ولكنه كان يتسبب في الكثير من المشاكل، فتارة يتأخر عن العمل وتارة أخرى لا يحضر أصلاً، وفي أحد الأيام قرر أن يتعاطى المخدرات في مكان العمل بعد أن يغلق، وهذا ما حدث فعلاً ولكن بسبب نقص التهوية في المتجر أصبحت جرعة المخدرات قاتلة، ولم نره بعد هذا اليوم لأنه قد مات وفارقنا، ولست أروي هذه القصة إلا لأنني أريد أن تكون قصة ابني عبرة لغيره من الشباب.(2)

اقرأ أيضاً: موضوع تعبير عن طموحي في المستقبل.

قصة فتاة أدمنت على المخدرات

لم تسلم الفتيات من إدمان المخدرات أيضاً، فهذه إحدى القصص المؤلمة من عالم المخدرات التي تعرضت لها هذه الفتاة، حيث تقول، بدأ الأمر كله عندما بدأت التدخين في المدرسة الثانوية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى المخدرات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كنت أبيع نفسي لأحد الرجال لأوفر ثمن المخدرات، فلم أكن أعمل وقتها، وفي يوم ما قررت أنا وصديقتي أن نسرق متجراً لنوفر مالاً كافياً للمخدرات، وهذا ما حدث بالفعل.

عندما دخلنا المتجر، كان هناك الكثير من كاميرات المراقبة، ولكننا لم نفكر أبداً في ارتداء أقنعة للوجه أو إطفاء الكاميرات أولاً لأننا كنا تحت تأثير المخدرات، وهذا ما جعل الشرطة تقبض علينا بسرعة، وتم محاكمتنا وتم الحكم علي بثلاث سنوات في سجن النساء، لقد كان عمري 18 عاماً وقتها، وما رأيته في السجن كان أشد من إدمان المخدرات نفسه.

لم أستطع أن أتخلص من إدماني في السجن، لقد تخلصت منه بعد ذلك ولكن لقد كلفتني المخدرات نفسي وشبابي وصحتي ومالي وكل شيء كنت أملكه، حتى عائلتي لم تعد تعاملني كما اعتادت في السابق، فأنا في نظرهم الآن مجرد فتاة مدمنة للمخدرات قد خرجت من السجن مؤخراً.(3)

قصة شاب صغير انتحرت أمه

يقول أحدهم، عندما كنت في الرابعة عشر من عمري، انتحرت أمي لأنها كانت تعاني من الاكتئاب الحاد، فعشت مع أبي وحدنا، أو يجب علي أن أقول أنني عشت بمفردي تماماً، فقد كان أبي يعمل طويلاً وعندما ينتهي من العمل كان يذهب إلى الحانة ليشرب الخمر، وكان يأتي إلى المنزل كل أسبوع ليعطيني المال ثم لا أراه مرة أخرى حتى يأتي الأسبوع المقبل.

مع كل هذه العقبات في حياتي أدمنت على المخدرات لأنسى الهموم، ولكن للأسف فقد زادت همومي فلم أعد أتناول الطعام بانتظام ولم يعد المال يكفيني فطلبت من أبي المزيد من المال فنشب بيننا شجار كبير وكانت هذه آخر مرة رأيت فيها أبي.

كنت اسأل الناس أن يعطوني المال، وفي ذات يوم بينما كنت أسأل استوقفني رجل كبير ولم يعطني المال، ولكنه أخذ بيدي إلى أقرب مركز أمن ومن هنا أخذوني إلى أحد مراكز التعافي، والآن بعد مرور أربع سنوات تعافين تماماً، وعلى الرغم من أنني لا أعرف ذلك الرجل إلا أنني سأظل مديناً له طوال حياتي، فقد كان هو السبب بعد الله عز وجل في تخلصي من الإدمان.(4)

اقرأ أيضاً: موضوع تعبير عن الصديق.

قصة مدمن مخدرات تحول إلى قاتل

هذه أحدى القصص المؤلمة من عالم المخدرات والتي حولت شاباً بريئاً إلى قاتل بسبب حقنة. حيث يقول أحد المدمنين السابقين، كنت شاباً مجتهداً في دراستي أعيش حياة لطيفة. حتى وقعت في وحل المخدرات بسبب بعض رفقاء السوء. ثم تحولت حياتي إلى جحيم، بسبب أنني لم أعد أملك المال الكافي لشراء المخدرات. وهنا بدأت قصتي.

في أحد الأيام أردت شراء المخدرات فذهبت إلى ذلك الشاب الذي يبيعها. كنا في زقاق ضيق ومظلم، ولكنني لم أملك أي مال. وهذا ما أخبرت الشاب به فغضب مني وركلني وهم بالذهاب. فاستوقفته قليلاً وأخبرته أنني أحتاج إليها، فأخبرني بأنه لا يهتم ما دمت لا أملك المال. ثم رأيت حجم المخدرات التي كان يحملها وبدأت أفكر في كم ستكفيني. فانقضضت عليه لأضربه وأسرق المخدرات منه، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان. حيث اصطدمت رأس الشاب بالأرض وبدأت الدماء تسيل على الأرض. في هذه اللحظة أدركت أنني أصبحت قاتلاً.

قبضت علي الشرطة وتمت محاكمتي وقضيت خمس سنين في سجن الأحداث. ثم قضيت ثلاث سنين أخرى في سجن الرجال، لحسن الحظ لم يحكم علي بالإعدام لأنني كنت صغيراً وقتها. بعدما خرجت من السجن أصبت بسرطان الرئة بسبب المخدرات. وأنا الآن أعيش 10 سنوات في عذاب لا أدري متى تنتهي أو متى أموت بسببها.(5)

قصة فتاة وقعت في إدمان المخدرات بسبب صديقها

تقول إحداهن، كنت على علاقة برجل التقيته في الجامعة، ثم تطورت علاقتنا وأصبحت أحبه. ثم عرفت أنه يبيع المخدرات في الجامعة ويروج لها، ولكنني لم أستطع أن أتخلى عنه بسبب حبي الشديد له. وفي أحد الأيام جعلني أتعاطى المخدرات، لأصبح بعدها لعبة في يديه. فأنا الآن أحتاج للمخدرات بشكل كبير، وأخبرني أنه سيعطيني المخدرات إذا روجت لها وعملت معه. وهنا انتقلت من مدمنة مخدرات إلى بائعة ومروجة لها.

بعد مدة توقفت عن بيع المخدرات معه. وهنا بدأت حياتي تصبح أسوأ بكثير فأنا الآن أعاني من انقطاع شديد عن المخدرات. وهذا الانقطاع يسبب لي الكثير من نوبات الغضب والقلق. ولكن بفضل الله ثم بفضل مساعدة إحدى صديقاتي التي شجعتني على الانضمام لمجموعة دعم استطعت أن أتخلص من الإدمان.

والآن بعد مرور ستة أشهر سمعت أن الرجل الذي كنت على علاقة به. تم القبض عليه بتهمة بيع المخدرات وترويجها، وقد حكم عليه بعشر سنين يقضيها في السجن.(6)

اقرأ أيضاً: موضوع تعبير عن التواصل الاجتماعي.

كانت هذه بعض القصص المؤلمة من عالم المخدرات، والتي أحببنا أن نرويها لكم لتكون عبرة لكل شخص يستهين بالمخدرات وتأثيرها على حياته، حيث أن أغلب هذه القصص بدأت بالمخدرات وانتهت بالموت أو الأمراض المزمنة، أو السجن لسنين طويلة، أو في أخف الأحوال لشعور المدمن أنه أصبح منبوذ من قبل مجتمعه وعائلته.


المراجع:

(1)،(2) Leigh Jones’s Story، justthinktwice، تم الاطلاع عليه بتاريخ 10/8/2022 بتصرف.
(3)،(4) Katharine Stuart’s Story، justthinktwice، تم الاطلاع عليه بتاريخ 10/8/2022 بتصرف.
(5)،(6) Bertrand B’s story، justthinktwice، تم الاطلاع عليه بتاريخ 10/8/2022 بتصرف.

لطفا شارك مع اصدقائك

قد يعجبك ايضا