يفضل الكثير من الأشخاص العيش في الأماكن الطبيعية لينعموا بالهدوء ويبتعدوا عن صخب المدن ويسمى هذا النشاط بالزحف العمراني وفي هذا المقال سنتحدث عن تعريف الزحف العمراني بالإضافة إلى التبعات التي تترتب عليه.
تعريف الزحف العمراني:
يمكن تعريف الزحف العمراني على أنه توسع المدن وضواحيها على حساب الأراضي الزراعية بدون تخطيط مسبق من قبل الجهات المختصة مما يتسبب في عدم تساوي المناطق الحضرية مع الموارد الطبيعية المتاحة.
تنتشر ظاهرة الزحف العمراني أو ما يعرف أيضاً بالتوسع العمراني في البلدان ذات الكثافة السكانية العالية حيث يقوم السكان ببناء البيوت والمباني الصناعية على الأراضي الزراعية لتفادي التزاحم في المدن.
ومع انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير تختفي الكثير من الأراضي الزراعية مما يتسبب في أزمة اقتصادية بسبب قلة المحاصيل الزراعية وقلة المواشي التي تتغذى على الأعشاب وبالتالي ترتفع أسعار المحاصيل الزراعية بشكل كبير.(1)
أسباب الزحف العمراني:
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع بالسكان إلى بناء البيوت على الأراضي الزراعية مما يتسبب بعد فترة وجيزة في ظاهرة الزحف العمراني ومن هذه الأسباب ما يلي:
- زيادة عدد السكان بشكل كبير في المدن مما يدفع السكان إلى العيش في الأماكن الزراعية طلباً للهدوء.
- انخفاض أجور السكن والمعيشة في المناطق البعيدة عن المدن مما يدفع السكان الفقراء للبحث عن أماكن ذات تكلفة أقل.
- انخفاض نسبة الضرائب وأسعار الخدمات في الأماكن الريفية.
- حاجة بعض الأشخاص إلى الهدوء والابتعاد عن الزحام.
- جهل أصحاب الأراضي الزراعية في كيفية استثمار الأرض وتحويلها إلى أراضٍ سكنية.
- قلة الموارد الطبيعية مثل نقص المياه مما يدفع المزارعين إلى ترك الزراعة وبناء البيوت بدلاً من ذلك.(2)
الآثار المترتبة على الزحف العمراني:
على الرغم من كون الزحف العمراني يساهم في حل مشكلة الاكتظاظ السكاني وارتفاع أسعار المعيشة والخدمات في المدن إلا أن هناك الكثير من الآثار السيئة التي تترتب على الزحف العمراني ومن هذه الآثار ما يلي:
الآثار على الأراضي الزراعية:
لعل أهم الآثار السيئة التي تترتب على الزحف العمراني هي قلة الأراضي الزراعية بشكل كبير حيث يسبب الزحف العمراني الكثير من الآثار الضارة على الأراضي الزراعية بما في ذلك:
- انخفاض مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بسبب التوسع السكاني.
- إزالة الغطاء النباتي الذي يحيط بالمدن.
- زيادة نسبة التلوث بسبب انخفاض الغطاء النباتي.
- زيادة التصحر بشكل كبير مما يعمل على زيادة الآثار الضارة على البيئة.
- ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية مثل الخضار والفواكه بسبب الأزمة الزراعية التي سببها الزحف العمراني.
- الإخلال بالنظام البيئي.
الآثار على الهواء والمياه:
هناك بعض الآثار السلبية على الهواء والمياه والتي تنتج من ظاهرة الزحف العمراني وهي كالتالي:
- زيادة تلوث الهواء بسبب قلة وسائل النقل العام وزيادة أعداد السيارات والمصانع الفردية.
- ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المرتبطة بتلوث الهواء مثل أمراض الرئتين والجهاز التنفسي والسرطان.
- زيادة استهلاك المياه بسبب النشاطات الريفية التي يمارسها السكان مثل تربية المواشي والدجاج.
- زيادة تلوث المياه بسبب المخلفات الناتجة عن عوادم السيارات والنفايات الصلبة حيث يصعب على السكان في الريف الذهاب إلى أماكن جمع النفايات.
- قلة مصادر الماء بسبب زيادة الاستهلاك والتصحر.
- صعوبة الحصول على هواء نظيف نتيجة إزالة الغطاء النباتي لبناء البيوت.
- القضاء على المحميات الطبيعية مما يتسبب في موت الحيوانات وبالتالي زيادة تلوث الهواء والماء النظيف.
الآثار على الدولة والقطاع العام:
هناك الكثير من الآثار السيئة المترتبة على الحكومة والقطاع العام بسبب الزحف العمراني ومن أهم الآثار ما يلي:
- زيادة الإنفاق الحكومي لتوصيل الخدمات إلى البلدات الجديدة مثل توصيل الكهرباء والمياه.
- زيادة العبء على الحكومة لبناء خدمات واحتياجات السكان بسرعة مثل المدارس والمستشفيات.
- صعوبة توصيل الخدمات الأساسية للسكان مثل قوات الشرطة الأطباء والمهندسين وزيادة العبء على الأفراد.
- خدمات أمنية ضعيفة بسبب بعد مناطق الزحف العمراني عن القوات الحكومية.
- الإخلال بنظام التوسع العمراني الحديث الذي خططت له الدولة.
- زيادة المخالفات القانونية مثل بناء بيوت على أراضي غير مصرح لها وأيضاً مثل بناء الأعمال التجارية الصغيرة بدون ترخيص.
- حاجة الدولة لتوظيف أشخاص جدد في مختلف المجالات مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق الحكومي بشكل كبير.
- الإخلال بالنظام البيئي وتهجير الحيوانات مما يتسبب في زيادة العبء على الحكومة لتوفير محميات طبيعية للحيوانات المهجرة.(3)
المراجع: