أسس اختيار شريك الحياة

أسس اختيار شريك الحياة

تعتبر العلاقة الزوجية من أجمل العلاقات التي تربط بين الرجل والمرأة، ولكنها أيضاً تعتبر واحدة من أكثر العلاقات تعقيداً على وجه الأرض، ولذلك يجب عليك أن تختار شريك حياتك بحكمة لكي تعيش حياة زوجية سعيدة مليئة بالحب والطمأنينة. وسنوضح لك فيما يلي أسس اختيار شريك الحياة.

أسس اختيار شريك الحياة

عندما يتعلق الأمر بالزواج فإنه يجب عليك أن تكون حريصاً جداً على اختيار شريك حياة مناسب يتميز بالكثير من الصفات الحسنة لتعيش حياة زوجية سعيدة ولتقوم ببناء عائلة سعيدة وتنعم بالطمأنينة والسكينة والحب، وفيما يلي أهم أسس اختيار سريك الحياة:

الدين والخلق

إن الدين والخلق يأتي دائماً على رأس أسس اختيار شريك الحياة، لقول النبي ﷺ “إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ” [ رواه الترمذي]، وقوله ﷺ “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ” [رواه البخاري ومسلم].

فقد جعل النبي ﷺ أساس اختيار شريك الحياة الأول هو الدين والخلق، لأن الإنسان الذي يتحلى بالأخلاق الحسنة ويخاف الله عز وجل من المستحيل أن يعتدي أو يظلم، وفي حال فعل دون قصد فإنه يعتذر لمن أخطأ في حقه.

التوافق الفكري والثقافي

يجب عليك أن تبحث عن شريك حياة يتوافق معك في الأفكار وفي المستوى الثقافي. لأن الاختلافات الثقافية والتعليمية بين الأزواج تجعل من الصعب عليهم أن يتفهموا بعضهم البعض بشكل جيداً وأن يقدر كل واحد منهم وضع الآخر.

تحدث مع شريك حياتك المستقبلي قبل الزواج وتعرف على أفكاره وطريقة نظرته للحياة وأخبره أنت بطريقة تفكيرك. وفي حال وجدت توافق بينكما فاستعن بالله وأقدم على الأمر.

الوضع المادي والاجتماعي

على الرغم من أن المال ليس هو الهدف من الزواج إلا أن انعدامه يسبب الكثير من الخلافات بين الزوجين. لأن الحياة الكريمة لا تقوم إلا به، لذلك يجب عليك أن تبحث عن شريك حياة مقارب لوضعك المادي. وأن يمتلك الحد الأدنى من الأمور المادية لعيش حياة كريمة.

كما يجب عليك أن تبحث عن شريك حياة يتوافق معك في الوضع الاجتماعي فإذا لم يسبق لك الزواج من قبل فيجب عليك أن تتزوج من شريك حياة لم يسبق له الزواج من قبل العكس صحيح.(1)

الانجذاب العاطفي والشكلي

إن الانجذاب العاطفي والنفسي بين الزوجين يعتبر من أهم أسس اختيار شريك الحياة. لأن الحياة الزوجية قائمة على الألفة والمحبة وبدون ذلك ستكون حياة قاسية مليئة بالمسؤوليات والمشاكل. لذلك يجب عليك أن تبحث عن شريك حياة تميل له عاطفياً وتحب أن تتواجد معه وأن تبنيا مستقبلكما معاً.

كما أن الانجذاب الشكلي لا يقل أهمية عن الانجذاب العاطفي. حيث يجب عليك أن تتزوج من شريك حياة تجده جميلاً وجذاباً. وهذا لا يعني أن تبحث عن شريك حياة صاحب جمال فائق بل يكفي أن تجده جميلاً وأن تتقبله شكلياً.

اقرئي أيضاً: صفات الرجل المثالي للزواج.

الأهداف والنظرة المستقبلية

يجب عليك أن تسأل شريك حياتك عن أهدافه ونظرته للمستقبل بشكل عام. لأن الزواج من شريك حياة تختلف معه في الأهداف سيعمل على تفكيك الأسرة تدريجياً من أجل أن يقوم كل واحد منكم بتحقيق أهدافه الفردية خارج إطار الأسرة.

كما يفضل أن تسأل شريك حياتك المستقبلي عن رأيه في بناء عائلة وكيفية تربية الأطفال تربية سليمة. فقد يكون لديه أولويات تختلف عن أولوياتك بما يخص النظرة المستقبلية للعائلة.

لماذا تريد أن تتزوج

“لماذا تريد أن تتزوج”، هذا سؤال مهم يجب عليك أن تسأله لنفسك أولاً، ثم تسأله لشريك حياتك المستقبلي. لأن أغلب الأشخاص يتزوجون لأسباب تافهة. مثل أن يتزوج لأن الجميع يتزوج أو لإشباع رغباته العاطفية فقط، وهذا أمر خاطئ. حيث يجب على كل شخص أن يفكر لماذا يريد أن يتزوج وما هي الأهداف التي يسعى لتحقيقها من خلال الزواج.

الاحترام والصدق

غالباً ما تصبح الحياة الزوجية تعيسة لأن الأزواج لا يحترمون بعضهم لبعض فتجد أن الزوج يعنّف زوجته والزوجة تصرخ وتشتم زوجها، وهذا أمر قبيح للغاية، ومنافٍ للهدف من الزواج حيث قال الله عز وجل “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.

كما أن الصدق يعتبر أمر مهم أيضاً في العلاقة الزوجية. حيث يجب أن يعترف كل من الزوج والزوجة بالخطأ الذي ارتكبه ليستطيع الطرف الآخر مسامحته. ويجب أن نّذكر أن الحياة الزوجية لا تبنى على الكذب والخداع.

اقرأ أيضاً: صفات المرأة الصالحة للزواج.

الاستخارة

بعد أن تبحث عن شريك حياتك وتجد فيه المواصفات التي تريدها، يجب عليك أن تستخير الله عز وجل لأنه أعلم منك وأعلم بما ينفعك ويضرك، وقد علمنا النبي ﷺ كيفية الاستخارة حيث قال “إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه” وفي هذا الموضع يستبدل جملة “إن كنت تعلم أن هذا الأمر” بجملة ” إن كنت تعلم أن زواجي من فلان” ويذكر اسم زوجه المستقبلي.

ثم يقول ” اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به(2)

أهمية اختيار شريك الحياة المناسب

لعل اختيار شريك الحياة المناسب من أصعب اللحظات التي تمر على كل شخص في هذه الحياة. لأن اختيارك لشريك حياتك بشكل صحيح يضمن لك بعد توفيق الله عيش حياة زوجية سعيدة مليئة بالحب والود.

أما اختيار شريك حياتك بشكل خاطئ فإنه سيؤدي إلى عيشك حياة تعيسة وطويلة. لأنك ستقضي بقية حياتك مع شخص لا تتوافق معه في الأهداف ولا الأفكار ولا يحترم كل منكم الشخص الآخر.


المراجع:

(1) Ways on How to Choose a Life Partner، marriage، تم الاطلاع عليه بتاريخ 5/6/2022 بتصرف.
(2) ways to choose the right life partner، timesofindia.indiatimes، تم الاطلاع عليه بتاريخ 5/6/2022 بتصرف.

لطفا شارك مع اصدقائك

قد يعجبك ايضا